فوائد الهواتف الذكية سهلة الإصلاح!
لا يخفى على أحد التأثير السيء لصناعة الهواتف الذكية على البيئة، لكن الشركات بدأت في تدارك هذا عبر محاولة تقليل النفايات الإلكترونية. شركة أبل مثلًا أخذتها حجة لإزالة الشاحن من العلبة وسارت على خطاها باقي الشركات! لذلك يرى البعض أن الهواتف الذكية سهلة الإصلاح لها فوائد أخرى غير تقليل تكاليفك.
مع توجه الشركات لتصنيع هواتف أنحف من أي وقت مضى، أصبحت الأجزاء الداخلية أكثر إحكامًا، مما يؤدي إلى دمج القطع معًا أو لصقها في مكانها. يؤدي هذا إلى ارتفاع تكاليف الإصلاح، وبالتالي قد تذهب لشراء هاتف ذكي جديد بدلًا من إصلاح هاتفك القديم. لكن يبدو أن الاتجاه الجديد سيكون توفير هواتف ذكية سهلة الإصلاح، حسبما وجد موقع iFixit في هواتف سامسونج الحديثة.
يقول الخبراء إن الولايات المتحدة وحدها مسئولة عن 150 مليون هاتف يتم التخلص منها كل عام، حيث يميل الناس للحصول على الإصدارات الحديثة من الهواتف الذكية بدلًا من إصلاح هواتفهم القديمة.
مخاوف الآثار السلبية على البيئة
أصبح استبدال هاتفك الذكي كل عامين أمرًا طبيعيًا، خاصةً وأن الشركات الكبرى تطرح أجهزة جديدة كل عام، كما فعلت سامسونج في فئة جالاكسي إس 21، وأبل مع ايفون 13 و ايفون 13 برو.
ورغم أن إطلاق هواتف جديدة كل عام أمر جيد بالنسبة للمستهلكين، إلا أنّ له عواقب وخيمة أخرى.
في عام 2014، قام لطفي بالخير – الأستاذ المساعد في كلية والتر جي بوث للممارسات الهندسية والتكنولوجيا – بعمل دراسة حول استدامة البرمجيات.
في الدراسة، فحص الباحثون البصمة الكربونية للإلكترونيات الاستهلاكية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية وحتى مراكز البيانات. ونُشرت نتائج الدراسة في عام 2018 في Journal of Cleaner Production، حيث فصّل الباحثون المخاوف المتزايدة لديهم بخصوص البصمة التي خلفها نمو تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وجد الباحثون أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لها تأثير أكبر على الانبعاثات مما كان يُعتقد سابقًا، وذكروا أن الضرر الذي يلحق بالبيئة من الهواتف الذكية سيكون أعلى من أي تقنية أخرى متعلقة بالتكنولوجيا بحلول 2020. الهواتف صغيرة الحجم في معظم الحالات تستخدم طاقة أقل من الأجهزة التقليدية، لكن أكثر من 85% من تأثير الهواتف الذكية على البيئة ناتج عن إنتاجها.
وهذا أمر طبيعي، خاصةً أن الشركات تُطلق هواتف ذكية جديدة كل عام، ومعدل دوران الهاتف الذكي لدى المستخدم يصل إلى عامين في المتوسط، بينما في أجهزة اللابتوب مثلًا تصل إلى أربع وخمس أعوام في المتوسط.
وصرّح أحد الخبراء أن البصمة البيئية لصناعة الهواتف الذكية تُعد من الأكثر كثافة، لأن تصنيع الهواتف الذكية يستخدم الكثير من الموارد. كما أن مصنعوا الهواتف الذكية يتنافسون أكثر من أي وقت مضى، مما يؤدي لمزيد من الضغط على النظام البيئي.
ما الحل؟
بدأت بعض الشركات باتخاذ خطوات لتقليل تكاليف صنع هواتف جديدة، لكن لا يزال هناك المزيد الذي يمكن عمله.
ينصح الخبراء أن تُصبح الهواتف الذكية سهلة الإصلاح. حيث تتكون الأجزاء الداخلية للهاتف الذكي من موارد ثمينة مأخوذة من الكوكب. وفي حين أن بعضها موجود بوفرة – مثل السيليكون – إلا أن البعض الآخر مثل الهافنيوم أكثر ندرة من الذهب.
بالطبع نحن هنا لا نؤيد ما قامت به أبل – ثم تبعتها شركات أخرى – بإزالة الشاحن من علبة الهاتف الذكي، فهي لا تزال تبيعها بشكل منفصل وتحقق أرباحًا من العملية، وهو الهدف الأساسي لذلك في رأيي.