خرجت سياسة خصوصية أبل الجديدة في أبريل الماضي بالتزامن مع iOS 14.5 لتتيح للمستخدمين إمكانية منع تتبع التطبيقات لنشاطهم بشكل كبير، الأمر الذي أثّر سلبيًا على تطبيقات التواصل الاجتماعي التي تعتمد على تتبع المستخدمين وتوفير إعلانات مُخصصة لهم. وحسب آخر التقارير، فقد سببت سياسة خصوصية أبل الجديدة خسائر بمليارات الدولارات لشركات التقنية الكبرى.
خسائر تطبيقات التواصل من سياسة خصوصية أبل
وفقًا لتقرير من الفاينانشال تايمز، فقد سبب التحديث الجديد في خصوصية أبل خسائر تصل إلى 9.85 مليار دولار لشركات سناب، وفيسبوك، وتويتر، ويوتيوب، خلال النصف الثاني من هذا العام. حسب أرقام شركة أبحاث الإعلانات Lotame.
وأشار التقرير إلى أن الشركات الأربعة خسرت حوالي 12% من إيراداتها المتوقعة خلال هذه الفترة، وكان تطبيق سناب شات الأكثر تأثرًا بالإضافة إلى فيسبوك، خاصةً أن الأخير يعتمد على الإعلانات المستهدفة بنسبة تصل 98%.
ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أن أرقام Lotame ربما كانت متحفظة كثيرًا، وقال المستشار الإعلاني Eric Seufert أن فيسبوك وحده ربما تكون خسائره وصلت إلى 8 مليار دولار من الإيرادات في النصف الثاني من 2021. وهناك احتمال كبير أن تزيد المشكلة مع الوقت بالنسبة للشبكة الاجتماعية العملاقة مع انتقال الكثير من المعلنين إلى جهات أخرى.
وأضاف المستشار الإعلاني أن فيسبوك سيحتاج إلى بناء أدوات إعلانات جديدة من الصفر، الأمر الذي قد يستغرق فترة تصل إلى عام تقريبًا، قبل أن تكون هذه الأدوات جاهزة للعمل بدون مشاكل.
قد يهمك: لماذا يخيف تحديث خصوصية أبل شركات التكنولوجيا الكبرى؟
أبل تكسب ولا تُبالي
من ناحية أبل، كان الربع المالي الأخير مربحًا كما هي العادة، واستطاعت الشركة التريليونية أن تتجاوز توقعات المحللين في قسم الإعلانات ووصلت عوائدها إلى 18.3 مليار دولار مقارنةً بـ 700 مليون دولار توقعها المحللين.
ما حدث بالضبط أن أبل أتاحت الفرصة للمستخدمين لاختيار تتبعهم بواسطة التطبيقات أو منع التتبع، بدايةً من تحديث iOS 14.5. وقتها حاربت فيسبوك هذه السياسة في البداية لدرجة أنها أطلقت حملة دعائية تُخبر المستخدمين أن تتبعهم أمر جيد! قبل أن ترضخ في النهاية لمطالب أبل. وفي الوقت نفسه، نجحت فيسبوك في الالتفاف على هذه السياسة وتتبع المستخدمين بواسطة تقنيات أخرى، الأمر الذي جعل بعض خبراء الحماية ينصحون المستخدمين بحذف فيسبوك من ايفون.
وبشكل عام، اختار أغلب المستخدمين عدم التتبع، وفي الولايات المتحدة مثلًا اختار 4% فقط من مستخدمي ايفون السماح للتطبيقات بتتبعهم. الأمر الذي جعل المعلنين يستثمرون أموالهم في أماكن أخرى غير سناب شات وفيسبوك وتويتر ويوتيوب.
