المزيد

لماذا جيل الألفية هو الهدف المفضل للجرائم الإلكترونية؟

يعتبر جيل الألفية ضمن المجموعات الأكثر استهدافاً من الجرائم الإلكترونية، وتُشير تحليلات البيانات إلى أن السبب الأبرز وراء ذلك يرجع إلى ضعف الوعي بالعادات الأساسية التي تحافظ على الخصوصية وحماية البيانات.

مثلاً، من ضمن الممارسات التي يقوم بها هذا الجيل بدون وعي كبير؛ زيارة المواقع الغير موثوقة حتى بعد تحذير المتصفح، أو القيام بمعاملات مالية عبر شبكات الواي فاي العامة القابلة للاختراق بسهولة.

عدم وجود وعي صحيح بالممارسات الأمنية الأساسية التي يجب القيام بها، وشغف الاتصال بالإنترنت يجعل من جيل الألفية أكثر رعونة في التعامل مع هذه المسائل.

كما أن التحسّن الكبير في سرعات الإنترنت وانتشار تطبيقات الموبايل يلعب دور هام في هذا السلوك الأرعن.

وتُشير معظم التقارير إلى أن الحل في هذه الحالة يكون من خلال رفع درجة الوعي عند هذا الجيل بخصوص الحماية والخصوصية، خاصةً مع ارتفاع عدد الهجمات الأمنية وتنوعها، ما يجعل جيل الألفية هدف سهل للجرائم الإلكترونية.

جيل الألفية ضمن قائمة الضحايا المفضلين

تُشير أغلب الدراسات حول هذه المسألة إلى أنّ جيل الألفية يعتبر من نوعية الضحايا المفضلين للهجمات الإلكترونية، بفضل الرعونة في تصفح الإنترنت وعدم وجود الوعي الكافي، وهذه أمثلة على بعض الإحصائيات التي تتناول هذه المسألة:

في استبيان حول ضحايا الاحتيال من Get Safe Online، وجد أن نسبة وقوع جيل الألفية ضحية للاحتيال أعلى كثيراً من كبار السن الذين يبلغون 55 عام وأعلى.

وجد الاستبيان نفسه أن 10 في المائة من جيل الألفية وقع ضحية للاحتيال والجرائم الإلكترونية الأخرى في 2016، وبلغت خسارة كلاً منهم في المتوسط حوالي 856 دولار أمريكي.

بينما وجدت شركة “ميديا سمارتس” وهي شراكة بين القطاعين العام والخاص تعمل على تعزيز الإلمام بالقراءة والكتابة الرقمية والإعلام، أن أكثر من ثُلث جيل الألفية لا يعتقدون أن المدارس والكليات توفر التدريب الكافي من حيث أفضل الممارسات في مجال الأمن السيبراني.

كما أن جيل الألفية عادةً ما يستخدم كلمات مرور ضعيفة أو عادية يمكن تخمينها بسهولة، وبالتالي يمكن اختراق الحسابات والأنظمة الخاصة به، ناهيك عن مشاركة كلمات المرور بين أكثر من حساب أو نظام.

لماذا جيل الألفية بهذا الضعف؟

جيل الألفية جزء من جيل فريد من نوعه يمتد لعصرين مختلفين من حيث الوصول إلى التكنولوجيا. عندما وُلدوا كان الإنترنت في مرحلة النشأة ويمكن الوصول إليه بواسطة عدد قليل من الناس حول العالم.

وعندما بلغوا أو حتى وصلوا إلى منتصف الثلاثينات كان الإنترنت قد أصبح ضرورة وليس رفاهية مثل الماضي، ويشرح هذا الرعونة في تصفح الإنترنت لدى هذا الجيل.

فعندما تواصل جيل الألفية عبر الإنترنت للمرة الأولى، كانت تجربة فريدة وممتعة، وفي الوقت نفسه لم يكن هناك معرفة كافية بالجرائم الإلكترونية وكانت قواعد الحماية وقتها بسيطة ومباشرة.

كما أن الاتصالات الضعيفة للإنترنت وارتباط التصفح بوجود جهاز كمبيوتر منزلي أو لاب توب على أفضل تقدير، لكن تكن هناك فرص كبيرة للاختراق.

لكن مع انتشار الموبايلات وتطبيقاتها والزيادات الهائلة في سرعات الإنترنت، أصبح أمر مثل التسوّق عبر الإنترنت جزء أساسي من الحياة اليومية. في الوقت نفسه زادت درجة تعقيد الحماية والأمن على الإنترنت وتطورت الجرائم الإلكترونية بشكل كبير، لكن للأسف لم يتطور جيل الألفية معها بالشكل الكافي.

هل يُعتبر جيل الألفية هدف سهل؟

تختلف أنواع الجرائم الإلكترونية من حيث الأهداف، والمهارات، وطريقة العمل، ليست كل جريمة إلكترونية تهدف إلى ربح المال من جيل الألفية، لكن الكثير منها كذلك.

خاصةً وأن التجارة الإلكترونية أصبحت جزء من الحياة اليومية، حتى أن بعض الحكومات – مثل الهند – تُكافئ المواطنين على استخدام التقنيات الرقمية في عمليات الدفع باسترداد جزء من المدفوعات.

مع ذلك، يمكن للمعاملات عبر الإنترنت أيضاً أن تكون محفوفة بالمخاطر، اعتماداً على كيفية التعامل معها.

وبالنظر إلى كيفية تطور الجرائم الإلكترونية، نجد أنها تتطلب من المسؤولين عن حماية هذه المعاملات المالية أن يكونوا حذرين للغاية في حماية سرية وخصوصية البيانات.

فنحن نسمع دورياً عن اختراقات تحدث في كُبرى المؤسسات حول العالم وسرقة بيانات الملايين من المستخدمين، حتى أنّ ياهو نفسها تم اختراقها وتسريب ما يصل إلى مئات الملايين من بيانات المستخدمين.

لكن مع كل هذه التقارير عن الاختراقات، لا يبدو أن جيل الألفية يأخذ الاحتياط الكافي أمنياً، وهو ما يجعله فريسة سهلة، وهذه بعض الأسباب:

جيل الألفية يميل في كثير من الأحيان إلى تبادل بيانات اعتماد معاملاتهم الرقمية مع العائلة والأصدقاء من خلال وسائل ضعيفة يمكن اختراقها بسهولة.

كما يقوم جيل الألفية بتنفيذ العديد من المعاملات عبر الإنترنت من خلال شبكات الواي فاي العامة التي لا تكون نسبة الحماية فيها مضمونة. ونتيجة لذلك، تُصبح المعلومات الخاصة والوثائق ضعيفة ويمكن أن تمر على الأيادي الخاطئة.

يجاهل هذا الجيل أيضاً أهمية تعقيد كلمة المرور، أو عدم زيارة المواقع الغير موثوقة، وكأنّهم لن يتعرضوا لأي اختراق.

كما يمكن مثلاً لمواليد هذا الجيل بتعريض أنفسهم لنشاطات محفوفة بالمخاطر؛ مثل تثبيت العديد من تطبيقات الطرف الثالث التي لم يتم التحقق منها داخل المتجر، أو الإجابة على أسئلة في استبيان مجهول المصدر.

الخلاصة

بعد دراسة سلوك جيل الألفية أثناء تصفح الإنترنت نجد أن حل مشكلة ضعف الحماية يكمن في أمرين؛ الأول هو التعلّم من الأخطاء مع مرور الوقت وزيادة المعرفة حول أمن البيانات على الإنترنت، والثاني هو رفع الوعي من خلال المنابر الحكومية والمدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية عموماً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى