بزنس

ما هو الاقتصاد التشاركي؟

من المستودعات إلى المطابخ وحتى الخيم

يعتبر الاقتصاد التشاركي أحد أسرع الاتجاهات التجارية الحالية نمواً في الصناعة الرأسمالية. حيث ضخ المستثمرون الأمريكيون أكثر من 23 مليار دولار من تمويل رأس المال الاستثماري التشاركي. متجهين إلى شركات تعمل على نموذج قائم على المنهاج التشاركي، وذلك بحسب دراسة أجرتها مجموعة BCG Consulting.

ونظرًا لأن العديد من هذه الأنشطة التجارية خاصة أو سرية في طبيعتها، فمن الصعب معرفة الحجم الفعلي لاقتصاد المشاركة الحالي. ومع ذلك، هناك العديد من الإثباتات التي تشير إلى تأثيرها الهائل على المجتمعات،  فعلى سبيل المثال:

  • اكتسبت شركتا Airbnb و Uber حوالي 103 مليار دولار من القيمة السوقية، مما جعل الشركتين مجتمتعين في المرتبة الثامنة والثلاثين بين الدول الأكثر ثراء حول العالم.
  • في آخر إحصائيات عام 2016، استخدم 44.8 مليون شخص من البالغين في أمريكا اقتصاد المشاركة ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 86.5 مليون أمريكي بحلول عام 2023.
  • وحسب تقديرات McKinsey، فإن الولايات المتحدة وأوروبا فقط بهما 162 مليون شخص (20 إلى 30 في المائة من القوى العاملة) انضموا إلى تقديم خدمات قائمة على اقتصاد المشاركة.

ما هو اقتصاد المشاركة ؟

محاولة تحديد ما هو اقتصاد المشاركة بالضبط أمر صعب بعض الشيء، حيث أن اقتصاد المشاركة هو مبدأ اقتصادي يتطور باستمرار. وفي محاولة لتبسيط هذا المصطلح، يمكن القول أنه استخدام التكنولوجيا لتسهيل الوصول المتبادل للسلع أو الخدمات بين طرفين أو أكثر.

وهو مشتق من فكرة أن الأطراف المشتركة يمكن أن تتشارك في القيمة من مهارة أو أصل، غير مستغلين. ويحدث تبادل القيمة هذا من خلال سوق مشتركة، أو منصة تعاونية، أو تطبيق خدمة الصديق للصديق المعروفة بال Peer to Peer .

يجدر بالذكر أن نموذج المشاركة ليس مفهوماً جديداً، حيث ازدهرت العديد من المجتمعات الريفية تاريخياً من نفس الفكرة عبر المقايضة

 

مع ذلك، وبفضل إمكانية الوصول إلى الإنترنت وتكنولوجيا الهواتف الذكية، أصبحت إدارة المعاملات القائمة على المشاركة أسهل من أي وقت مضى.

ويمكن اعتبار مصطلح اقتصاد المشاركة مظلة تشمل أنظمة اقتصادية أخرى مثل:

  • الاقتصاد التعاوني / الاستهلاك التعاوني
  • اقتصاد الند للند
  • الاقتصاد المستقل
  • التمويل الجماعي / المشاركة الجماعية
  • العمل الجماعي

ما هو تأثير اقتصاد المشاركة ؟

الاقتصاد التشاركي له تاريخ من ايقاع التجديد في قطاعات الأعمال التقليدية. خاصةً وأن عدم وجود نفقات عامة أو مخزون أساسي يساعد الشركات القائمة على الاقتصاد التشاركي أن تعمل بأقل التكاليف.

كما أن الفاعلية الهائلة لهذه العلامات التجارية تسمح بتمرير القيمة للعملاء و شركاء سلاسل التوريد أيضاً.

لذا فإن الصناعات التقليدية تتأثر بوجود الاقتصاد التشاركي، وقد تعاني العديد من الشركات التقليدية إن لم تتكيف مع التغيرات الجديدة في المشهد الاقتصادي.

النقل والمواصلات

يعتبر ارتقاء أوبر في صناعة النقل أحد أفضل الأمثلة التي توضح تأثير اقتصاد المشاركة على القطاع التقليدي، حيث تقدّم أوبر – وغيرها من خدمات المشاركة في الرحلات – بديل سهل وآمن وملائم لخيارات النقل التقليدية مثل وسائل النقل العامة، أو سيارات الأجرة.

من خلال استخدام تطبيقات الهواتف الذكية وشبكة السائقين الذين يتم فحصهم باستمرار، تُرضي شركة أوبر متطلبات النقل للمستهلكين، مع توفير تجربة مستخدم أفضل مقارنةً بالوسائل التقليدية.

ففي مدينة نيويورك وحدها، يبلغ عدد سائقي أوبر 4.5 أضعاف عدد سائقي سيارات الأجرة الصفراء، وتسبب هذا في انخفاض تكلفة امتلاك سيارة الأجرة من مليون دولار في عام 2015 إلى 200,000 دولار فقط اليوم.

أكبر شركات الاقتصاد التشاركي في مجال النقل والمواصلات:

  • أوبر: 72 مليار دولار
  • ديدي الصينية: 50 مليار دولار
  • ليفت: 11 مليار دولار
  • كريم: أكثر من مليار دولار

المنتجات الاستهلاكية

تشير أبحاث PWC إلى أن 86% من البالغين في الولايات المتحدة المُطّلعين على اقتصاد المشاركة يقولون أنّه يجعل الحياة أكثر سهولة، كما أن 83% يتفقون أيضاً على أن الاقتصاد التشاركي أكثر ملائمة وكفاءة من الأساليب التقليدية.

ولأن القدرة على تحمّل التكاليف، والراحة، والكفاءة، هي ثلاثة من أكثر العوامل المؤثرة في قرار الشراء للسلع الاستهلاكية. فلذلك إنه ليس من المستغرب أن العلامات التجارية القائمة على المشاركة تهيمن أيضاً على قطاع السلع الاستهلاكية.

لننظر إلى Ebay مثلاً، فهي واحدة من رواد سوق الند للند. حيث يتيح النظام الأساسي بها للمستخدمين شراء وبيع الأشياء المستعملة أو الجديدة من خلال موقعها، ويتم شحن السلع مباشرة إلى منازل المشترين. العامل الذي يسهل على المستهلكين عملية الشراء، ويوفر لهم شراء المنتجات بأسعار معقولة وبطريقة مريحة.

من أكبر الشركات في مجال سوق السلع الاستهلاكية التشاركية:

  • إيباي: 36.8 مليار دولار
  • Etsy إيتسي: 5.2 مليار دولار

الخدمات الشخصية والمهنية

تظهر أفضل فوائد الاقتصاد التشاركي في قطاع الخدمات الشخصية والمهنية، مثل مُحرري الكتابة، أو المحاسبين، أو حتى السباكين.

ويُعرف العاملون في هذا القطاع الاقتصادي باسم “المستقلون” أو Freelancers وهناك خدمات عربية كبيرة قائمة على هذا النوع من الخدمات، مثل خمسات أو ُأريد.

من أكبر الشركات في مجال الخدمات الشخصية والمهنية اليوم:

  • Fiverr أصل فكرة خمسات: 351 مليون دولار
  • Upwork أب ورك: 168.8 مليون دولار

الخطوة التالية المتوقعة في اقتصاد المشاركة

الأمر لن يتوقف أبداً عند هذه القطاعات الاقتصادية فقط، حيث يتوقع الخبراء أن اقتصاد المشاركة سوف يستمر في النمو وإزعاج المزيد من القطاعات التقليدية مثل البنوك والتأمين وغيرهم.

لذا يجب على كل صاحب شركة تعمل في الاقتصاد التقليدي أن يكون على دراية بالمستجدات في السوق، وأن يُطوّر من أعماله بحيث تتناسب مع الاقتصاد التشاركي.


إقرأ أيضاً:

من هو جمهورك المستهدف؟

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى