استراتيجية السحابة أولاً
عناصر المقال
السحابة هي مورد فريد لتخزين البيانات. تُتيح للشركات الناشئة طرح منتجاتها في السوق بشكل أسرع، بجودة أعلى، وبتكلفة أقل. إنها الخلطة السرية لمنظومة الشركات الناشئة الحديثة اليوم. وهي بذلك تعيد تشكيل الطريقة التي تمارس بها جميع الشركات أعمالها. فالمزايا كثيرة، لكنها تتطلب تفكيرًا جديدًا: إذ يتوجب على الشركات الناشئة تصميم منتجاتها من الألف إلى الياء مع وضع استراتيجية “السحابة أولاً” في عين الاعتبار.
ببساطة، إنها استراتيجية تعطي الأولوية لخدمات “الحوسبة السحابية” على أنظمة تكنولوجيا المعلومات “القديمة”. وتساعد في بناء الأنظمة قطعة تلو الأخرى.
الانتقال إلى السحابة يعتبر أمر بديهي إذا كانت متطلباتك التقنية كبيرة
تعد الحوسبة السحابية أرخص، وأكثر مرونة، وأكثر أمانًا، من البنية التحتية التقليدية لتكنولوجيا المعلومات. ويوفر الانتقال إلى السحابة :
أولاً – توفير التكلفة: إذ تنفق الشركة الطبيعية ذات المتطلبات التقنية المتوسطة في الوضع الطبيعي ٦٠٠-١٠٠٠ دولار شهريا على تكاليف الاستضافة وحدها. ويمكنك توفير ٧٥٪ من هذه التكلفة إذ انتقلت إلى السحابة اعتمادا على مقدار المساحة التخزينية للبيانات التي تحتاجها.
ثانياً – المرونة : يقدم مقدمو خدمات الاستضافة السحابية خدمات “التوسع التلقائي” التي تسمح للشركات بزيادة أو تقليل سعة الخادم حسب الحاجة. هذا يعني أن عملك لن يتضرر حتى إذا ارتفع الطلب بشكل غير متوقع، لأن هناك دائمًا طاقة كافية متاحة من البنية التحتية لمزودي الخدمة فقط عندما تكون في أمس الحاجة إليها!
ثالثاً – الأمان: نظرًا لأن الأمن هو أحد أكبر المخاوف بين الشركات اليوم. فإن العديد من الشركات الناشئة لا تختار الشركة فحسب، بل تختار أيضًا مكان تواجد خوادمها وفي أي بلد. حتى لا يكون لديهم أي مخاوف بشأن وقوع المعلومات في الأيدي الخطأ.
اقتصاديات السحابة
الحوسبة السحابية هي أداة مثل الكهرباء أو الماء. يتم تشغيلها عند الطلب دون أي استثمار مقدم. فتمامًا مثلما تدفع مقابل الكهرباء عند استخدامها، فإنك تدفع مقابل الخدمات السحابية أثناء استخدامها (أو بشكل أكثر دقة، عندما يستخدمها تطبيقك أو موقعك الإلكتروني).
إنه أيضًا نموذج الدفع أولاً بأول، فأنت لست مضطرًا للالتزام باستخدام عرض النطاق الترددي لمدة عام كامل من اليوم الأول.
النصيحة هنا إذا أردت أن تطور تطبيق تقني جديد أن تبدأ بهندسة معمارية بسيطة، لهيكلك التقني؛ فبخلاف ذلك، ستفقد بعضًا من أقوى الفوائد بما في ذلك النطاق، والأمان المعلوماتي والتكلفة.
استراتيجية السحابة أولاً
تركز هذه الإستراتيجية على تخزين ما تحتاجه فقط من البرمجيات الخاصة بك. كما تتعلق بتخزين البيانات، ومعالجتها افتراضيا، عن طريق التواصل الدائم مع السحابة والتواصل المتواصل مع المعلومات هناك.
بينما لا يمكنك تخزين جميع بياناتك في مكان العمل التقليدي على السيرفرات، حيث ستنفد المساحة عاجلا أم آجلا. بدلاً من ذلك، تحتاج إلى تخزين ما تستخدمه من خلال استخدام خدمة تخزين للأصول الثابتة مثل Amazon S3 وقاعدة بيانات مثل AWS DynamoDB للبيانات المنظمة.
إذا كانت لديك أي مهام تتطلب حوسبة مكثفة أو كنت بحاجة إلى أوقات استجابة سريعة (على سبيل المثال ، مثل خدمة صفحات الويب)، ففكر في استخدام خدمة حوسبة مثل AWS Lambda أو Fargate والتي ستتواكب تلقائيًا حسب الطلب دون تكبد أي تكاليف إضافية حتى يتطلبها حدث استثنائي مثل طلب HTTP أو وصول رسالة SMS إلى نقطة نهاية قائمة انتظار الرسائل (على سبيل المثال، Amazon SNS).
تصميم مقاوم للفشل والاسترداد
أحد أهم جوانب استراتيجية السحابة أولاً هو تصميم التطبيق الخاص بك ليكون قادرًا على الفشل بأمان.
هذا يعني التأكد من أنه يمكنك التعافي بسرعة من أي موقف فشل، أو حتى الأفضل من ذلك، عدم السماح بحدوثه في المقام الأول. كما يقدم موفرو السحابة مثل (Amazon Web Services) خدمات تساعدك على ترقية موارد الخادم وتوسيع نطاقها عند الطلب. يضمن استخدام هذه الخدمات أنه في حالة فشل تشغيل واحدة من جهة ما، بينما تتولى منطقة أخرى إعادة التشغيل على الفور، دون توقف الخدمة لدى المستخدمين لديك.
ستدفع للسحابة فقط لما تقوم باستخدامه
بصفتك شركة ناشئة، فأنت تريد العمل على نموذج الدفع المنطقي. هذا يعني أنك تدفع فقط مقابل ما تستخدمه، وتستخدم ما تدفع مقابله. حيث لا يتعلق الأمر بشراء الأجهزة أو البرامج مقدمًا؛ وتتيح السحابة للشركات الناشئة توسيع نطاق مواردها أو تقليصها حسب الحاجة. لذلك لا يتعين عليهم تقييد العقود التي تتطلب منهم دفع مبالغ زائدة مقابل الموارد عندما لا يستخدمونها على الإطلاق.
فهذا ليس مثل دفع الإيجار: فحتى مع وجود السحابة كأداة مساعدة لك، لا داعي للقلق بشأن التأكد من أن الخوادم في حالة عمل جيدة. وبالتالي تهيئتها بشكل صحيح عندما تكون غير مستغلة بالكامل. حيث تتعامل السحابة مع كل هذا تلقائيًا!
أخيراً
نعم السحابة هي مورد فريد لتخزين البيانات. ولكن السحابة ليست حلًا سحريًا لجميع مشاكلك. فما زلت بحاجة إلى الاستثمار في تطبيقاتك وإدارتها. ولكنها توفر ميزة هائلة لا يمكن تحقيقها ببساطة من خلال البناء التقني داخل الشركات. وغالبًا ما يُساء فهم اقتصاديات السحابة. إذ ينتهي الأمر بالشركات التي لا تستخدمها بشكل صحيح إلى إنفاق أكثر مما ينبغي على الموارد الخاطئة. وينصح الاستعانة بشركات توفر خدمات إدارة البنية التحتية السحابية في منطقتك إذا كانت متطلباتك البياناتية كثيرة.
