تكنولوجيا البلوك تشين يمكن أن تحمي بياناتك من الاختراق وتعطيك التحكم الكامل بها، ومن هنا تأتي أهمية تطبيقات البلوك تشين.
تحولت شبكة الإنترنت من بوابة أحادية الاتجاه تسمح للمستخدمين بالوصول إلى المنصات المختلفة، إلى عالم كامل نقوم فيه بإنشاء ملفات شخصية تحمل معلوماتنا الشخصية وعاداتنا وتفضيلاتنا، وفي بعض الأحيان يتم إنشاء هذه الملفات الشخصية لنا دون علم!
ونتج عن التصميم والاستخدام الحالي للإنترنت توليد بيانات بأحجام تتجاوز التيرابايت من البيانات الشخصية. ولهذا السبب أصبح حري بالمستخدم التحقق من تصميم المنصة التي يستخدمها، ومعرفة ما إذا كانت تخترق بياناته الشخصية أو تستخدمها بشكل غير لائق.
والعديد من الخدمات المملوكة لشركات الإنترنت الكبرى في يومنا هذا (مثل فيسبوك وجوجل وتويتر) تركز على جمع كميات هائلة من البيانات الشخصية للمستخدمين.
وعلى هذا النحو بدأت العديد من التشريعات الجديدة التي تركز على خصوصية البيانات في الظهور، مثل اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي والمعروفة اختصاراً بـ GDPR.
وتهدف هذه اللوائح إلى حماية خصوصية بيانات المستخدمين وإعادة تشكيل الطريقة التي تتعامل بها المؤسسات مع خصوصية البيانات.
ويجدر بالذكر أن هذه اللوائح ظهرت بعد الكشف عن العديد من فضائح استخدام بيانات المستخدمين بشكل غير لائق.
ومن هذه الفضائح ما حدث مع فيسبوك في فضيحة “كامبريدج أناليتيكا” التي استهدفت الناخبين في الولايات المتحدة أثناء فترة الانتخابات 2018.
تطبيقات البلوك تشين تدخل المعادلة
تعطي تطبيقات البلوك تشين الفرصة لإجراء تغيير نموذجي فيما يتعلق بتخزين واستخدام البيانات الشخصية للمستخدمين، وهي قادرة على التخلص من نقاط الفشل المركزية وتمكين الأفراد (المستخدم) من التحكم في البيانات الخاصة به.
كما أن الشبكة التي تعمل على تقنية البلوك تشين تساعد بشكل كبير في تحسين الأمان للبيانات الأساسية.
أضف إلى ذلك أن تطبيقات البلوك تشين تضمن اللامركزية في التحكم ببيانات المعاملات، وتمنع وجود كيان واحد يتحكم بالمعلومات أو بيع أو استثمار البيانات الشخصية للمستخدم.
حيث يمكن تشفير بيانات المعاملات باستخدام توقيع رقمي فريد للمستخدم (مفتاح خاص) مما يتيح إمكانية تحقيق دخل للمستخدم نفسه عن طريق فك تشفير أجزاء من سجل معاملاته وبياناته الشخصية للمُعلنين أو العلامات التجارية.
وهناك عدد من الأسباب التي قد تدفع الشركات لاستخدام تكنولوجيا البلوك تشين في خدماتها.
أهم هذه الأسباب التكلفة المنخفضة لتطبيق تكنولوجيا البلوك تشين، والأمان الذي تضيفه هذه التقنية، وقدرتها الفريدة للاستفادة من اقتصاديات التشفير لتحفيز سلوك العملاء.
حيث يمكن أن يسمح استخدام تكنولوجيا البلوك تشين للمستخدم أن يقرر كيف ومتى تستخدم بياناته وأن يتم تعويضه عن استخدام هذه البيانات.
وعلى الرغم من أن هذا التعويض لن يكون بالكبير، إلا أن شركة مثل فيسبوك على سبيل المثال كانت تحقق 20.21 دولار في المتوسط عن كل مستخدم في عام 2017.
وبعيداً عن التعويضات، فإن ملكية المستخدم لبياناته الخاصة والقدرة على مراقبة استخدامها من الشركات ليست بالمسألة الهينة.
تطبيقات البلوك تشين .. قضائياً
مع ذلك، يمكن أن تتعرض التطبيقات القائمة على تكنولوجيا البلوك تشين إلى مسائلة قضائية إذا لم يُتخذ الحذر عند تصميم هذه التطبيقات.
حيث أن أجهزة الكمبيوتر التي تتحقق من معاملات شبكة البلوك تشين قد تكون موجودة في مناطق مختلفة حول العالم، وكل منطقة منها لها تشريعاتها القضائية المختلفة عن الأخرى.
وحتى الآن، لا يوجد تشريع قضائي للبت في المسائل المتعلقة بالحقوق على شبكة البلوك تشين، ولكن قد ينشأ نزاع قضائي بسببها في المستقبل.