كيف يؤثر تيك توك على إفراز الدوبامين في المخ؟
عناصر المقال
ربما لا يوجد أي شخص من مجتمع درويدي لم يستخدم تطبيق تيك توك أو يسمع عنه على الأقل، فقد وصل عدد مستخدمي التطبيق في 2020 إلى أكثر من مليار مستخدم حول العالم.
تم إطلاق تيك توك في 2016 بواسطة شركة ByteDance التي تتخذ من الصين مقرًا لها، ومنذ إطلاقه حقق التطبيق نجاحًا كبيرًا خصوصًا بين جمهور المراهقين. حيث تشير إحصائيات تيك توك إلى أن 32.5% من المستخدمين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عام، بينما نسبة 29.5% تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عام.
ويتميز التطبيق بمقاطع فيديو قصيرة متنوعة المحتوى، ما بين الرقص على الأغاني، والمقاطع المضحكة، وغيرها الكثير. وللوهلة الأولى قد يبدو التطبيق كمنصة اجتماعية تقليدية غير ضارة لمشاركة المحتوى والتعرف على أشخاص جدد.
لكن في الواقع، تيك توك هو مصنع الدوبامين!
ما هو الدوبامين؟
الدوبامين هو ناقل عصبي مثير للدماغ. أو بمعنى آخر، هو ناقل كيميائي يُرسل المعلومات من الخلايا العصبية إلى أجزاء أخرى في الجسم.
ويُطلقه المخ عندما نأكل الطعام المفضّل لدينا، أو نتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، أو عند تحقيق إنجاز ما في الحياة.
وتُعزز هذه المادة الكيميائية العصبية من مزاجنا وتحفزنا إلى حد كبير، مما يمنحنا شعورًا بالرضا والسعادة ضمن نظام مكافأة مُصمم من المخ.
وهو نفسه الذي يجعلنا نريد أشياء بعينها، ونتخذ بعض الإجراءات بناءً على كمية الدوبامين المتوقع حصولنا عليها من نشاط معين. مما يدفعنا إلى تكرار نفس السلوك، مثل تصفح انستجرام أو تيك توك.
ومن خلال إشباع هذه الرغبة، يقوم المخ بإفراز الدوبامين، مما يسمح لنا بالشعور بالسعادة والرضا، لكن بمرور الوقت نبحث عن المزيد والمزيد من الدوبامين، مما يُسبب شعور الإدمان.
قد يهمك أيضًا
دور تيك توك
يستفيد تيك توك من هذا النمط السلوكي، حيث يتلقى المستخدم تدفق مستمر من مقاطع الفيديو الجديدة التي تحفز الدوبامين كل 15 ثانية إلى دقيقة. وفي مقال على موقع فوربس، ذكرت الدكتورة “جولي أولبرايت” عالمة الاجتماع المتخصصة في الثقافة الرقمية والاتصالات أن مستخدمي تيك توك يجدون أنفسهم في حالة الدوبامين الممتعة هذه، ويستمرون في المشاهدة لساعات دون دراية بحقيقة الوضع.
وحسب بعض الأبحاث، تُعد مقاطع تيك توك من أفضل معززات إفراز الدوبامين. فهي قصيرة وجذابة وهناك تدفق مستمر لها، مما يشجعنا على مشاهدة المزيد والمزيد منها.
وهناك عامل آخر يجب وضعه في الاعتبار، وهي خوارزميات تيك توك. فعندما نُعجب بمقطع فيديو معين أو نُتابع أحد صنّاع المحتوى عليه، يقوم التطبيق بإنشاء ملف تعريف خاص بنا يشمل هذه التفضيلات.
وكلما زاد الوقت الذي نقضيه على تيك توك كلما زادت البيانات التي تُسهّل مهمة الخوارزميات لعرض المقاطع التي تعجبنا. مما يسلبنا القدرة على الاختيار ويدفعنا نحو الاستمرار في المشاهدة.
مقالات ذات صلة
- كيفية إضافة نص إلى فيديو تيك توك في 9 خطوات
- يوتيوب تبدأ اختبار منافس تيك توك (Youtube Shorts) في أميركا
توصياتنا
دعنى أخبرك فقط أنني قمت بالتوقف عن استخدام تيك توك تمامًا بعدما اكتشفت عدد الساعات التي أقضيها عليه يوميًا، وللأسف هذا القدر من الوعي لن يقدر طفل صغير أو مراهق على اكتشافه بنفسه لذا لا بد من الرقابة الأبوية.
إذا وجدت طفلك يستخدم تيك توك طويلًا، يجدر بك التعامل معه بحكمة ومناقشة الأضرار الناتجة عن هذا التدفق المستمر من الدوبامين، خصوصًا وأنّه قد يُسبب الاكتئاب في مرحلة ما.