إذا قمنا بحساب تكلفة جوال موتورولا العتيق DynaTAC الذي صدر عام 1983، سنجد أن سعره يبلغ اليوم 10,380 دولار بعد تعديله لمراعاة التضخّم. بعد ذلك، انخفضت أسعار الجوالات كثيرًا، لكن في الأعوام الأخيرة يبدو أنها تعود للارتفاع، وربما السبب في أننا سوف نستمر في شرائها حتى لو ارتفعت أسعارها.
إذا نظرت إلى أول ايفون أطلقته أبل في عام 2007 سنجده يكلف 400 دولار فقط، بينما يبلغ سعر أرخص ايفون اليوم “ايفون 12 ميني” إصدار 64 جيجابايت حوالي 729 دولار. بينما كان جوال سامسونج جالاكسي بسعر 600 دولار تقريبًا عند إطلاقه لأول مرة، واليوم أرخص فئة فيه تبدأ من 799 دولار.
مع هذه الارتفاعات الكبيرة في الأسعار، بدأ الكثير من الناس بالتساؤل حول السبب في ذلك، خصوصًا وأن أسعار المنتجات الإلكترونية عادةً ما تنخفض مع مرور السنوات، لا ترتفع بهذا الشكل الجنوني!
قالت بيث كلونج بايابال، مديرة التحليلات في Savings:
لقد هيمنت أبل وسامسونج على السوق لسنوات، لذا فإن لديهما القدرة على رفع الأسعار، خصوصًا في الجوالات الرائدة. أبل على وجه الخصوص اعتبرها الكثيرون علامة تجارية فاخرة لعقود من الزمان، مما مكنها من القيام بذلك.
تطوّر أسعار الجوالات
في السابق، كان كثير من الناس يذهبون إلى شركة الاتصالات لشراء الجهاز الخلوي مقابل رسوم تحصلها الشركة شهريًا. ولم يكن أغلبنا يعرف السعر الحقيقي للجهاز، ولم نكن مهتمين صراحةً. أمّا اليوم، فمن الأسهل أن تحصل على جوال ثم اختيار باقة اتصالات وإنترنت من شركة الاتصالات. ورغم ارتفاع الأسعار إلا أنّ المبيعات تنمو بقوة، مما يعني أننا – كمستهلكين – موافقون على هذا.
إذا نظرت إلى ايفون 12 إصدار 128 جيجابايت – أقل سعة تخزين أنصح بالحصول عليها – ستجد السعر 879 دولار دون احتساب الضرائب والجمارك. أي أنّك ستدفع ما يقارب 1000 دولار كل عامين تقريبًا – وقت تغييرك للجوال – في حين أنك تستطيع شراء جهاز ماك بوك آير جديد بنفس السعر تقريبًا، ويمكنك حتى الحصول على لابتوب ألعاب يعمل بنظام ويندوز بسعر أقل من هذا. ولن تستبدل أيًا من الماك بوك أو اللابتوب في خلال عامين، على الأقل ليس قبل مرور 4 سنوات.
وحسب دراسة من موقع Savings، ارتفعت أسعار ايفون منذ عام 2014 عندما أصدرت ابل ايفون 6، أي منذ قررت أبل زيادة حجم الشاشة. حيث باعت أبل هذا الجوال مقابل 650 دولار وقت الإطلاق لأول سعة تخزينية منه. أمّا اليوم فيبدأ سعر أعلى إصدار “ايفون 12 برو ماكس” من 1100 دولار ويصل إلى 1400 دولار. أمّا جوال سامسونج Galaxy S21 Ultra سعة 512 جيجابايت فيبلغ سعره 1379 دولار.
بل إن الدراسة تؤكد على أن نوكيا هي شركة الجوالات الغربية الوحيدة التي لم تبيع جوال يتجاوز سعره ألف دولار على مدار تاريخها. وبشكل عام، بدأت أسعار الجوالات في الارتفاع منذ عام 2012. وقبل ذلك، في الفترة من 1982 وحتى 2011 كانت الأسعار في انخفاض.
لكن هناك جانب آخر مهم يجب تناوله في معادلة التسعير: التضخّم. وحسب المحلل والخبير في تغطية أبل “هوراكو ديديو” فإن متوسط سعر بيع الايفون ظل كما هو منذ عام 2008.
أسعار المنتجات الأخرى غير الجوالات
قد ترى شركات الجوالات أننا نظلمها بهذا التقرير وأن المنتجات الأخرى أسعارها ارتفعت أيضًا في العقد الماضي، لكن هذا ليس صحيحًا وفقًا لموقع Savings. حيث تقول المحللة الرئيسية:
يمكن أن تكون أسعار المنتجات الاستهلاكية الصوتية مبالغًا فيها، حيث تفرض علامات تجارية مثل Beats (أبل) أسعارًا باهظة على الرغم من انخفاض تكاليف إنتاجها. ومع ذلك، يبدو أن الجوالات هي الفئة الوحيدة التي تستمر فيها الأسعار في الارتفاع عامًا بعد عام، مقارنةً بفئة مثل أجهزة الكمبيوتر، حيث يمكنك شراء خيار مناسب للميزانية دون التقليل من القدرات.
لماذا أصبحت أسعار الجوالات مرتفعة إذًا؟ لأن المبيعات لا تنخفض. في تقرير من IDC، شحنت سامسونج 80 مليون جوال في الربع الثالث من 2020، تليها هواوي بـ 52 مليون.