حرب بين جوجل وأمازون والخاسر الوحيد هو المستهلك
كلاً من جوجل وأمازون في صراع على بث الفيديو حالياً، وللأسف بدلاً من العمل لأجل المستهلك، تفضل الشركتين مصالحهما الخاصة.
قالت جوجل أمس الثلاثاء أنها ستسحب تطبيقات يوتيوب من خدمة أمازون إيكو شو، وهو الجهاز الذي يعمل بالمساعد الشخصي أليكسا مع شاشة عرض، بالإضافة إلى فاير تي في بدءاً من الشهر القادم.
لماذا؟ تُشير جوجل إلى أمازون التي ترفض بيع منتجات من جوجل وغيرها من العلامات التجارية، مثل Nest التي تعتبر أحد فروع جوجل أيضاً.
كما أن أمازون لا تسمح لمنتجات جوجل بالوصول إلى خدمة البث Prime Video، حسبما جاء في بيان جوجل.
وأضافت الشركة في بيان نشرته صحيفة ذي بوست أن “أمازون لا تحمل منتجات جوجل مثل كروم كاست أو جوجل هوم، كما أنها لا تجعل خدمة Prime Video متاحة لمستخدمي جوجل كاست، وفي الشهر الماضي توقفت عن بيع بعض منتجات Nest”.
نظراً لعدم وجود معاملة بالمثل، نحن لم نعد ندعم يوتيوب على إيكو شو أو فاير تي في، ونأمل بالتوصل إلى اتفاق لحل هذه القضايا قريباً.
ولم يتناول بيان أمازون الصحفي أمس الثلاثاء مطالبات جوجل، ولكن الشركة قالت أن هذا لم يمنع خدمات المستهلكين، وأن مستخدمي أمازون بإمكانهم الوصول إلى موقع ويب يوتيوب على إيكو شو وفاير تي في.
وقال بيان أمازون “تضع جوجل سابقة مخيبة للآمال من خلال منع وصول العملاء بشكل انتقائي إلى موقع ويب مفتوح” وأضاف “نأمل في حل هذه المشكلة مع جوجل في أقرب وقت ممكن”.
هذا النوع من النزاعات بين الشركات قد يكون مربكاً للمستخدمين الذي يريدون فقط مشاهدة الأشياء التي يحبون على الأجهزة التي قاموا بشرائها.
وليست هذه السابقة الأولى التي تتخطى فيها الشركتان بعض الخدمات، فقد سحبت جوجل يوتيوب من إيكو شو في سبتمبر، قائلة أن الطريقة التي اتبعتها أمازون في تنفيذ يوتيوب لم تمتثل لبنود الخدمة من جوجل.
عاد يوتيوب إلى جهاز إيكو شو في الشهر الماضي، قبل أن يتم سحبه مجدداً أمس الثلاثاء.
وذكر موقع Variety أن أحدث تنفيذ من أمازون لخدمة يوتيوب كان به بعض المشاكل الخاصة بشروط الخدمة من جوجل، والتي كانت متعلقة بطريقة استخدام الأوامر الصوتية.
يكشف هذا الصراع كيف يمكن للتنافس بين الشركات على الوصول لعدد أكبر من المستهلكين أن يؤدي للإضرار بمصالح المستهلكين أنفسهم.
وكيف أن الشركات يمكنها أن تضرب بهذه المصالح عرض الحائط، من أجل مساومة المنافسين لاستخدام هذه الخدمات.
جدير بالذكر أن كلاً من آبل وأمازون خاضوا نفس الصراع في وقت سابق، قبل أن تتوفر أخيراً خدمة Prime Video على آبل تي في، بعد ستة أشهر كاملة من إعلان تيم كوك -رئيس آبل التنفيذي- عن قدوم الخدمة إلى منصة الشركة.
وشهدت المفاوضات بين آبل وأمازون صعوبات كبيرة بسبب طبيعة التنافس بينهما.
بالطبع ليس هناك إلزام لأمازون ببيع منتجات من أي نوع، وقد مارست الشركة قرارها التحريري على اختياراتها ومنتجاتها من قبل.
لكن عدم دعم منتجات شهيرة من الشركات المنافسة -مثل آبل تي في أو كروم كاست- يضر بأمازون نفسها ومستهلكيها أكثر من أي أحد.
ويذكر أن أمازون توقفت عن بيع آبل تي في وكروم كاست على موقعها منذ عامين تقريباً، وكان عذرها في هذا الوقت أن هذه المنصات لا تتفاعل بشكل جيد مع Prime Video وبالتالي تسبب ارتباك العملاء.