المسؤولية المجتمعية للشركات: عبء أم مربح
أصبح المزيد من العامة على دراية بما تقوله الشركات وما تفعله في أيامنا الحالية. وهنالك زيادة متسارعة في عدد المستهلكين الواعين الذين يهتمون بشكل عام بالتفاصيل التي تنبع من الشركة، أو الفريق، أو المنتج.
هنا يُطرح سؤال ذو علاقة، كيف تصبح شركة ذات مسؤولية مجتمعية أو ذات غرض بنّاء هادف بالإضافة لتحقيق الأرباح؟
يقول المختصون أن الهدف السامي عادة ما ينشأ من داخل الفرد وينطلق بعدها إلى الدائرة الأوسع كالفريق أو المجموعة.
والنصيحة السائدة هنا تقول : ابدأ من أي مكان. قد يكون الأمر شاقا خاصة في بداياته عندما يحاول البعض حل المشاكل الكبيرة مثل تحسين جودة العمل للمستضعفين، انصاف المظلومين، دعم النمو الاقتصادي، تحسين جودة الحياة وما إلى ذلك.
القيادة مهمة جدا في هذه المبادرات فشخصية القائد وتصرفاته تنعكس بشكل كبير على نجاح الأعمال والمبادرات وردة فعل الموظفين والانطباع العام في السوق.
من المفيد هنا التطرق إلى ما هية القطاع الغير الربحي ودوره؟ وكيف يقدمون خدمات، وكيف يستردون هذه التكاليف؟
يؤكد المتخصصون على أن على أصحاب الأعمال والشركات الناشئة أن لا يخافوا من فرض الرسوم على المستهلكين مقابل الخدمات النافعة وذلك من أجل استرداد التكاليف والقدرة على الاستمرارية. تقوم بعض هذه الشركات أيضا بالإعتماد على الجهات المانحة واستعطاف المجتمعات لاستمرار التبرعات والتدفقات النقدية لضمان استمرار هذه النشاطات.
يقول ريتشارد برانسون وهو مؤسس شركة Virgin الشهيرة “أن الأعمال الناجحة لا تجني الأرباح لمجرد الكسب وإنما تجني الأرباح لتتمكن من البقاء”
أحد الجوانب المهمة الأخرى للقيام بمساعدة الجوار هو العناية في كيفية تأطير الخدمات، وكيف يتم تطريزها لشرائح معينة من السوق المستهدف، والمناورة وفقًا لما يهتمون به.
فعلى سبيل المثال، تريد منظمة غير ربحية يديرها طاهٍ مشهور أن تحدث فرقًا في جوارها، من خلال توفير الطعام للمجتمعات التي لا مأوى لها والتي تعاني من نقص مالي. يمول هذا الشيف المشهور هذه المبادرة من خلال استضافة دروس طبخ مدفوعة الأجر للأفراد الذين يتمتعون بالراحة المالية والذين بدورهم يتبرعون بالطعام المطبوخ ويوزعونه على المجتمعات المحرومة.
في الخلاصة، هناك زيادة مؤكدة في الاهتمام والطلب على الأعمال التجارية ذات الغرض الشريف سواء يتم ذكر ذلك علنيا ام سريا ، و هناك الكثير الذي يتعين القيام به لتفعيل ذلك على صعيد كبير. فالآن أكثر من أي وقت مضى، تحتاج الشركات الناشئة والمستثمرون إلى وضع النفع العام والتأثير على المجتمع في قمرة القيادة والعمل بشكل هادف نحو إحداث تغيير إيجابي.
إقرأ أيضا