التنقل الصغير بالسكوتر: تحت المجهر
ظهرت الدراجة الكهربائية ذات العجلين المعروفة بال “eScooter” على الساحة منذ خمس سنوات تقريباً. متسلحة برؤية واعدة لإخراج الناس من السيارات إلى وسائل نقل أكثر مراعاة للبيئة. ولكنها لم تتعدى الطموح الصغير إلى ان أصبحت مجرد أداة ترفيهية يقوم روادها باستخدامها لمسافات صغيرة قصيرة.
وفي مدن مثل باريس على سبيل المثال. لم تنجح هذه الآلة كثيراً. إذ لا يستبدل معظم الناس رحلات السيارات برحلات السكوتر الإلكترونية “المشتركة” بطريقة دائمة؛ فتكلفة ركوب الدراجات الالكترونية تجعلها خيارًا مكلفًا لتنقلات الميل البعيد إذا صح التعبير. وقد أظهر لنا الإفصاح العلني عن Bird و Helbiz، وهما شركتين رائدتين في هذه الخدمة في باريس أن تحقيق الربحية أمر صعب للغاية. بالإضافة إلى ذلك، فإن المدن التي سمحت لشركات السكوتر الإلكترونية “المشتركة” في وسطها تجعل من الصعب على شركات بيع السكوتر العمل بشكل مستدام.
فوائد بيئية ولكن
يتفق الجميع على وجوب أن تكون هناك بدائل للسيارات في ظل الموجة “الصديقة” للبيئة التي اكتسحت العالم في العقد الماضي، ومن أجل تدفق حركة المرور بصورة أكثر انسيابية و أقل إزدحاماً في المدن. و كذلك تقليل انبعاثات الكربون. لكن هل دراجات السكوتر الإلكترونية المشتركة هي الإجابة على ذلك، أم أنها مجرد خيار أخرق؟ ما الذي اكتسبناه من خلال تقديم التنقل الصغير المشترك إلى المدن؟
تقوم باريس حاليا بإعادة النظر في الفكرة وحتى إمكانية إلغائها لعدم قدرتها على نفع المجتمع، ولا حتى الشركات المزودة للخدمة في السنوات الخمس الماضية. بينما تتشارك قبرص أيضاً نفس الأسئلة عن تمديد العقود مع البلديات لهذه الشركات والأرباح المرجوة.
من ناحية أخرى، قد تبدو الرؤية مختلفة في مدن ذات طبيعة أقل بروداً، مثل لوس أنجيليس. فمع مساحاتها الأكبر نسبياً إلا أن طبيعتها الأقل مطراً قد تناسب السكان أكثر في التنقلات الصغيرة في ظل غلاء البديل. وقد اعترف أصحاب شركات مثل Lyft و Spin أن العمليات مربحة وقد تكون استثنائية في بعض الأشهر. بينما تبدو المشكلة أكثر وضوحاً في المنافسة الكثيرة والفائض في عدد المزودين.
أما في منطقتنا العربية فلم تتوسع فكرة الدراجة الكهربائية بعد. واختزلت استخدامها شركتي Tier و Lime في دبي عن طريق التأجير المشترك، ولكن قلَّما استخدمت بطريقة فعالة حقاً؛ أكثر منها للترفيه والتسلية. ويبقى أيضاً عنصر الظروف القاهرة للطقس عائقا صعبا لاعتماد استخدامها بصورة كبيرة في منطقة الخليج العربي.
إقرأ أيضاً: