بينما تعج الأسواق بالعديد من مساعدات الذكاء الاصطناعي، نجحت جميعها في أن تكون اصطناعية لكنّها أبعد ما تكون على الذكاء، على الأقل حالياً، حتى في جهاز هوم بود HomePod من آبل.
فأغلب مساعدات الذكاء الاصطناعي في السوق تقوم ببعض الوظائف المحدودة، وقليل منها حتى يقوم بهذه الوظائف بشكل جيد.
جزء من قيمة الذكاء الاصطناعي في هذه المساعدات يتعلق بتوفرها على مختلف المنصات، فبدلاً من أكثر من خطوة لتشغيل تطبيق على الموبايل، يمكن استخدام Hey Siri على iOS، أو OK Google على اندرويد، أو Alexa على أجهزة أمازون.
لكن في الوقت نفسه، استخدام الأمر الصوتي OK Google على جهاز iOS لن يذهب بك بعيداً، ونفس الأمر على جهاز أمازون إيكو.
أغلب محاولات الشركات لطرح مساعداتها الذكية على مختلف الأجهزة لم تُكلل بالنجاح، ما يؤدي بالمستخدم في الاعتماد على المساعد الشخصي الافتراضي على نظام التشغيل الخاص به.
نفس الأمر يتكرر في السماعات الذكية التي بدأت بالانتشار مؤخراً من الشركات الثلاثة آبل، وجوجل، وأمازون، فلن تستطيع مثلاً سؤال Siri لتشغيل الموسيقى من Google Music.
من الموبايل للمنزل
في هذا الإطار كانت آبل أولى الشركات التي تبدأ السباق من خلال المساعد الشخصي Siri، الذي ظهر على نظام iOS منذ آيفون 4 إس، ثم تبعتها جوجل بتقديم Google Now ثم لاحقاً إعادة تسميته Google Assistant على أجهزة اندرويد، بينما لم تنجح أمازون في إطلاق هاتف ذكي يستحق الشراء، لذا قررت الدخول بسماعة أمازون إيكو.
لكن سماعة أمازون موجودة في غرفة المعيشة بالمنزل وليس في جيبك، وتبعتها جوجل ثم مؤخراً آبل من خلال هوم بود HomePod.
وفي حين تُركّز أمازون وجوجل على جعل سماعاتهما الذكية أداة مشتريات، لعبت آبل دور آخر من خلال هوم بود. فقد ركزت الشركة على الإمكانيات الصوتية والربط مع Apple Music والآيتونز، أو من خلال Airplay على جهاز آخر، مع دعم أجهزة آبل بشكل كبير لدرجة أن Siri لن تفيدك في تشغيل أي جهاز آخر غير آبل.
تم تصميم سماعة هوم بود لمستخدمي iOS الذين هم جزء من بيئة نظام آبل، وبسبب تكلفتها المرتفعة من الصعب جداً أن تأتي بمستخدمين جُدد إلى بيئة العمل الخاصة بآبل، أو بمعنى آخرين مستخدمين من منصات أخرى مثل اندرويد.
لكن قبل أن تفهمنا خطأ، هوم بود تعتبر رخيصة بالنسبة لسماعة عالية الجودة، لكنها باهظة من حيث مفهوم الذكاء الاصطناعي، والوقت هو العامل الأساسي الذي سيحدد ما إذا كان المستخدمين سيرغبون في دفع الثمن أم لا.
جوجل من جانب آخر أطلقت سماعة المنزل الذكية Google Home بسعر منخفض، وتستطيع ذلك لأنها تعتمد على الخدمات المدفوعة التي تقدمها، كما أن طبيعة نظام تشغيل اندرويد المفتوح يجعل من السهل التكامل مع الأجهزة المنزلية الذكية من الشركات الأخرى.
أمّا أمازون فربما تكون الخيار الأكثر إثارة للاهتمام، فقد كانت أولى الشركات التي تقدم خيار الذكاء الاصطناعي في المنزل عبر جهاز إيكو، ثم تبعته بجهاز إيكو دوت بسعر 49 دولار فقط، ومن المتوقع أن تتصدر الشركة هذا السوق في 2018.
الميزة في سماعة أمازون الذكية أنّها قابلة للتطوير من أي مُطور لإضافة مهارات جديدة إليها، كما أنها تستمتع إلى أسئلة المستخدم وتُعطي الرد بشكل بشري نسبياً. وتحاول الشركة توفير دعم المساعد الشخصي أليكسا على الأجهزة من الشركات الأخرى، مثل الشاشات.
الأتمتة
كلاً من المنصات الثلاث تدعم الربط مع الأجهزة التي تطورها الشركات الأخرى، وفي حالة هوم بود من آبل يمكن هذا بواسطة HomeKit.
إذا كان لديك أكثر من جهاز ذكي في المنزل، مثل الإضاءة الذكية، وكاميرات المراقبة، والتحكم بدرجات الحرارة، وقفل الباب فإنّ معظمها ستكون مدعومة على المنصات الثلاث، مع اختلاف أنواع الأجهزة التي تدعمها كل منصة.
ليس لدينا شك أن نمو الذكاء الاصطناعي في المنازل من خلال السماعات الذكية سينفجر في 2018، لكن مازال هناك بعض الأسئلة التي يجب إجابتها؛ هل سيستمر المستخدم مع نفس بيئة النظام الموجود على الموبايل والتابلت أم ستغريه المميزات التي تقدمها بيئة نظام أخرى؟ هل ستساعد مميزات مثل نقاء الصوت على اتخاذ قرار الشراء؟