عادة ما تكون الشركات الناشئة بيئة خصبة للابتكار بالإضافة لمساهمتها في النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل. وذلك لما تتمتع به من مرونة عالية في تكوينها وفرق عملها وبيئتها العامة. وبينما كانت تعاني هذه البيئة من صعوبات لسنوات طويلة في أسواق المنطقة التقليدية. استطاعت بطبيعتها أن تفتح الآفاق وتنمي الاستثمارات ضمنها.
معدلات نمو مضطردة
يقدر أحد التقارير لشركة Magnitt “المختصة ببيانات الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” نمو الاستثمارات المخاطرة في الشركات الناشئة في المنطقة من ٣٩١ مليون دولار في ٢٠١٩ إلى ١,٨ مليار دولار في ٢٠٢١. وتوقعت الشركة أيضا نمو بمعدل ٤٦٪ أيضا من ٢٠٢١ إلى ٢٠٢٢ وفق بيانات التقرير السابق.
بينما تقدر منصة ومضة المتابعة للشركات الناشئة في منطقتنا أن شهر يونيو ٢٠٢٢ قد شهد ٤٤ صفقة تمويل. حصلت فيها الشركات الناشئة على ٢٦٧ مليون دولار أمريكي مع تركز جيوغرافي في مصر، السعودية، والإمارات. بنسبة ٧١٪. ويشير التقرير إلى أن قطاع الأغذية والمشروبات كان الأوفر حظاً يليه التقنية المالية.
وبالرغم من نمو التمويل، لا تزال العديد من هذه الشركات تواجه مستقبل مجهول الملامح إلى حد بعيد. حيث يشير إحصاء قامت به عرب نت شمل ٢٦٧ شركة ناشئة في المنطقة، أن قرابة نصف الشركات تمتلك تمويلاً يخولها العمل لمدة ستة أشهر تالية فقط إن لم يكن أقل. مما يطرح تحدي الوصول للربحية قبل نفاد الموارد.
من ناحية أخرى، يجدر ذكر أهمية الدعم الحكومي لهذه البيئات، الذي لا شك أنها كانت لاعباً أساسياً في نجاح العديد من هذه الشركات الناشئة، إن لم يكن ضروريا في اكثر الحالات. إذ سعى العديد منهم إلى تأسيس الحاضنات، والمسرعات، والمؤتمرات المساعدة، لتسهيل وصول أصحاب هذه الأفكار للسكك الصحيحة.
الاستثمار الدولي لا يزال متواضعاً، لكنه ينمو بشكل واضح
لقد عانت الشركات الأجنبية في السابق من صعوبة دخول أسواقنا إلى حد بعيد. لكن، وفي السنوات الأخيرة، بدأت هذه الأمور تتغير بسرعة، مع إدراك الحكومات أهمية هذه الاستثمارات وفوائدها. والأمثلة عديدة في هذا المجال ونشهد تفاصيلها من كل الاتجاهات في أيامنا هذه سواءً على نشرات الأخبار، أو مواقع الأعمال أو حتى في الشوارع.
عموماً، تحقق المنطقة مستويات عالية من نمو الشركات الناشئة التي تشكل بيئة خصبة للابتكار، مع تضاعف الإستثمارات عدة مرات في السنوات الأخيرة. وبينما لا يزال هناك طريق طويل ليقطعه رواد الأعمال في المنطقة، تبدو الأمور مبسرة على المدى المتوسط والبعيد.
إقرأ أيضاً:
– استراتيجية العمل معاً تنقذ فورد وبوينج من الإفلاس
– كيف تعمل صناديق الاستثمار الجريء
