المال هو عصب الحياة، وهو من أسباب السعادة والقوة في هذه الدنيا، وسبيل للأجر في الآخرة، وقد قال الله تعالى (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها.. – سورة النساء:5)
مقصد الإسلام من المال
إن الإسلام بريدنا أن نعيش حياة طيبة متقدمة متعاونة، فكل ما فيه منفعة وخير للإنسان، يؤيده الإسلام ويحث عليه كما جاء في القرآن (فاما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض – سورة الرعد ١٧) ومطلوب من كل مسلم أن يحقق مبدأ النفع في الأرض، سواء للمسلمين أو لغير المسلمين، وأن يبتكر ويطور في الحياة ليسهلها على نفسه وعلى الناس، ولكون المسلم يتمتع بقدر كبير من الطمانينة والدافعية للعمل، بتحقيق النفع في الدنيا، وطلب الأجر في الاخرة، فهو مؤهل ليكون من الأوائل في الابتكار والتطوير.
جعل الله تعالى لنا المال قياما أي تقوم به الحياة، وفكرة الزهد في المال والعيش فقراء، ليست فكرة صحيحة، بل ينبغي على المسلم أن يسعى ليكون الأغنى والأقدر على الإنفاق، لأنه يعلم أن المال في يده يتوجه للخير والنفع للبشرية، قال صلى الله عليه وسلم (نِعم المال الصالح للرجل الصالح) رواه البخاري في الأدب المفرد.
ولقد جاء الإسلام بكثير من المنتجات الإقتصادية والمالية التي تسهل للناس التعامل والتبادل والتربح بصورة آمنة وعادلة، فمنع الإسلام الظلم المالي المتمثل في الربا والغرر والجهل في العقود والتعاملات، وفتح باب المشاركة المباشرة لمن لديهم القدرات المالية، او المشاركة المتعاونة بمبادئ مثل:
المضاربة (ليحقق التعاون بين صاحب المال وبين صاحب المهنة)
السَّلم (للتمويل – إذ يتيح لصاحب المال تقديم مبلغا ماليا بزمن حاضر، ليستلم السلعة المطلوبة بعد فترة طويلة)
الاستصناع (يُمكن أصحاب الحرف والمنتجين من الحصول على المال مقدما، ليبدؤوا بالعمل وفق طلب الراغب بهذه السلعة.
يدعم الإسلام المسيرة المالية، ولديه العديد من الحلول في الهندسة المالية، بصورة منضبطة منتجة، وفي نفس الوقت تتمتع بصورة أخلاقية.
إننا نتطلع لنرى اهتماماً من المؤسسات المالية الإسلامية لدعم الصناعة المتطورة، وأن تبادر قبل غيرها لتبني الأعمال الإبداعية والتقنيات المالية لتكون هي الرائدة، ولنحافظ على سلامة المعاملات المالية، وضمان استمرارها وفق النهج الأخلاقي الرباني